«البحر كلُّ شيء، البدء والمنتهى، الجو الطيَّاب والنوَّة والحياة والموت والرزق والصبر واليأس والخوف والتحدي ولقمة العيش ومداومة التطلع إلى الأفق.»
بأسلوبٍ روائيٍّ رائع ومميز، يرسم لنا «محمد جبريل» صورةً بانوراميةً عن حياة «بحري»؛ تلك المنطقة التي تقع بين سراي رأس التين وميدان المنشية بمدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط، وذلك منذ بدايات القرن العشرين حتى وقتنا الراهن، فيتجول في ربوعِ شوارعِها وأمكنتِها، يتعرَّف على أهلها وحياتهم ويستمع إلى أخبارهم، فأتى إلينا بقصصٍ كثيرة؛ فيروي لنا مثلًا قصةَ «الأبجر»، ذلك الشاب الذي عاش طوال حياته ظالمًا ومؤذِيًا لكلِّ مَن حوله من أُناس، وكيف تبدَّلت أحوالُه إلى الشعور بالندم والتوبة ورجاء العفو من الله؛ وقصة الشيخ «شفيع عبد الصبور» أو «ابن خطاب» كما كان مُلقَّبًا، ذلك الإمام الورع المتدين، والذي ستتغير حياتُه من عزلته في زاوية المسجد وتفرُّغه للعبادة إلى وقوعه حبيسًا في زنزانة الشرطة؛ وغيرها من القصص والوقائع والأحداث الاجتماعية والتاريخية التي يزخر بها هذا الكتاب.