«عندما ينجو أحدٌ من حادثة، أو من مرض، فإنه في الموروث الشعبي يكون قد كُتب له عُمرٌ جديد. بمعنى أن حياة المرء صفحات، تنتهي كلٌّ منها — في الأغلب — بمواجَهة أزمة تتهدَّد حياته؛ فتأتي الصفحة الجديدة بعُمرٍ جديد، ونهنِّئ: مبروك … انكتب لك عُمر جديد!»
كثيرًا ما تتحوَّل المعاناة إلى مصدرِ إلهامٍ يحثُّ المبدعَ على تسطير أبهى أعماله الإبداعية، وأكثرها ثراءً، وأقربها إلى مُلامَسة الحسِّ والوجدان. ومن هذا المنطلق، أهدانا «محمد جبريل» هذه الروايةَ التي سجَّل فيها ما مرَّ به في أزمته الصحية الأولى، التي وضعَت جسده تحت مِبضَع الجرَّاح في مواجَهة صريحة مع الموت. تزخر هذه الرواية البديعة بمشاهد متعدِّدة؛ عَذْبة أحيانًا، ومعذِّبة أحيانًا أخرى، تتنوَّع ما بين إذعانٍ للألم، واستسلامٍ لأوامر الأطباء، وخيالٍ يحاكي الواقع ويَفوقه قسوةً، وتردُّدٍ بين الإفاقة والغياب عن الوعي، واقترابٍ من الموت باعتباره مغامَرة اللاعودة، وغيرها من المشاهد التي تحتفي بالعودة إلى الحياة مرةً ثانية.