الكتاب عبارة عن مقالات متنوعة للكاتب درج على نشرها في بعض الصحف والمواقع وفيها يتعرض لظاهرة الإبداع من نواح شتى، يكتب عن الإبداع نفسه والمبدعين، ويستعرض كتبا قرأها وأفادته في تجربته الخاصة، وكتب لم تمده بشيء، يتعرض لظواهر الكتابة وللكتب التي تنتشر بسرعة ومبررات انتشارها من وجهة نظره.
الكتاب اشتمل على حوالي الأربعين مقالا، منها مقالات عن ساحر الكتابة بورخيس بحسب شهادة الكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل الذي كان يوما يقرأ لبورخيس بعد إصابته بالعمى، بورخيس الكبير لكن المتواضع الذي يستفيد حتى من آراء المبتدئين في كتابته، بعكس كثير من كتابنا العرب الذين يصيبون قليلا من الشهرة، ويتعالون على القراء..تعرض تاج السر في كتابه، للقارئ باعتباره الهدف الأساسي الذي تسعى الكتابة لاسترضائه، وكيف أن بعض القراء قد لا يفهمون جيدا ويعممون عدم فهم للآخرين، ومواقع القراءة التي أضحت مشنقة للكتب التي ربما يكتب عنها من لم يقرأها أصلا، وسمع عنها فقط وسماها الكاتب بحماقات الإنترنت ؛ حيث يتخيل كثير من الناس أن الكتابة نقل مباشر للواقع ولا يعرفون وظيفة الخيال المهمة، في عملية صناعة النص، وقد تعرض الكاتب لشخصيات، ليست واقعية أصلا واشتهرت في بعض النصوص وتم إلباسها لشخصيات موجودة في الواقع في أمكنة ما.
وبالتالي، فصلت لها هوية واقعية بلا وجه حق، ومنها شخصية ” سيف الدين ” في رواية ” عرس الزين ” للطيب صالح، وكانت شخصية خيالية، تم رسمها في الواقع في القرية التي يعيش فيها. تعرض الكتاب أيضاً في مقالات لرموز الكتابة الراحلين، ومنهم جمال الغيطاني الذي رحل مؤخرا، وكيف أن تسمية شارع باسمه في منطقة الجمالية، يعد تكريما كبيرا له، ويتمنى لو عممت مثل هذه التكريمات على كل المبدعين.أيضا تعرض الكاتب لمواضيع وقضايا الكتابة الأثيرة لدى معظم كتاب العالم الثالث، مثل قضية التهميش والفقر، وذكر أن أليس مونرو الكندية، بالرغم من حياتها في بلد متحضر، إلا أنها دأبت على الكتابة في مواضيع التهميش، والفقراء . وعن قضية اللاجئين، والهجرات غير المشروعة، وتحطم الأحلام بالغرق، كقضية الطفل السوري إيلان، وكذلك عن كثير من القضايا الإنسانية، وارتباطها بالثقافة والإبداع عموما، تعرض لها الكاتب في: تحت ظل الكتابة.