تكفل الله سبحانه بحفظ القرآن الكبير عبر العصور والدهور إلى قيام الساعة، والمتأمل للتاريخ الإسلامي يلمس ملامح هذه الكفالة، ففي أكثر من منعطف تآمر أعداء القرآن الكريم عليه، ولكن هذا كان يزيد الناس محبة له وتعلقاً به وحفظاً لآياته في الصدور والسطور.
وقد كانت دمشق وما تزال مركزاً علمياً مرموقاً يقصده طالبو العلم من كل مكان، فقام عبر الأجيال رجال ثقات مكّنهم الحق عز وجل وسخرهم لحفظ كتابه الكريم وخدمته، حتى شاع بين الناس إجازات في حفظ القرآن وإتقانه تنسُب القارىء أو الحافظ أو الجامعه للقراءات إلى شيخه الذي قرأ القرآن عليه، ثم تستمر النسبة عبر الشيوخ، حتى تصل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إلى جبريل عليه السلام ثم إلى الحق سبحانه وتعالى.
وفي هذا الكتاب بيان وتعريف لدور القرآن الكريم بدمشق ومناهجها وطرق التدريس فيها.
وقد تفردت دمشق بالسبق بتأسيس المدارس، فسبقت بذلك بغداد والقاهرة وجميع مدن العالم الإسلامي عدداً ونوعاً.
بدأت هذه المدارس والترب وخاصة وخاصة الجامع الأموي كانت منارة لتعليم القرآن وعلومه، ولمعرفة المزيد عن هذه المراكز. قام المؤلف بالتعريف بها وترجمت لواقفيها ووقفياتها، وتطورها، وتراجم شيوخها وطلابها، والمناهج المتبعة في التعليم إضافة إلى بعض الفوائد الخاصة بكل دار. وأُلحق بالكتاب مبحثين، الأول عن دار الحلواني،والثاني عن دار دبس وزيت الحافظ عرّفت فيهما بشيوخ الدارين و تلاميذهما والعطاء الذي قدمتاه للأمة