عبرَ لغةٍ، أبعدَ مِن اللحظة الراهنة للعُنف والحرب، وباعتمادها أسلوب تيَّار اللّاوعي، ومِن خلال سردٍ فنِّيٍّ مُركَّبٍ وواسع الدّلالات؛ تروي سمر يزبك علاقةَ الإنسان بالعُنف، وقدرة الخيال على إنقاذنا من جحيم الواقع. إنَّها حكايةُ جُنديٍّ جريحٍ على قمَّة جبل، يُعيد اكتشاف نفسه بين لحظة موته وحياته. فالرواية تبدأ بذاكرةٍ ضبابيَّةٍ لبَطَلِها عليّ، باكتشافِه لنفسه، ولسكَّان قريةٍ جبليَّة ساحليَّة نائية، غادرتهم طمأنينةُ العيش منذ زمن بعيد. ومن خلال سيرة البطل نتعرَّف، عبر مراحل عُمرية مُختلفة، على بلدٍ محكومٍ بعبارةِ «مات الرئيس، عاش الرئيس»، وبين حُكم الأب وحُكم الابن لنْ يعودَ مِن المُهم أنْ تَقَعَ الحُروب، أو تنتهي، أو ربَّما تنتهي أحلامُ أجيالٍ مع صعودِ رائحةِ القتل والانفجارات والجنائز.