الشاعرُ الرقيقُ والصحفيُّ الظريفُ «كامل الشناوي»؛ أحدُ فُرْسان الكلمةِ ورُهْبان الأدب، الذي كرَّس حياتَه لعالَمٍ مثاليٍّ مِنَ الأفكارِ الرشيقةِ التي لم تخْلُ من سخريةٍ مريرة، وتفرَّدَ بقصائدِه الشعريةِ الحالمة؛ فمَن ينسى قصيدتَه الغنائيةَ الشهيرةَ «لا تكذبي»؟! في الحقيقةِ يقفُ خلفَ هذه الموهبةِ العظيمةِ تجرِبةٌ ثريةٌ عميقةٌ عاشَها الشناوي؛ فقد عرفَ أدباءَ وصحفيينَ وفنانينَ وسياسيينَ كبارًا أضافُوا الشيءَ الكثيرَ لفكرِه، بعضُهم رآهُم رأيَ العين، فطالَت بينَه وبينَهم المناقشاتُ والأحاديث، منهم «إحسان عبد القدوس» و«الحكيم»، والبعضُ الآخرُ لم يعرفْه إلا من خلالِ صفحاتِ الكتبِ والمقالاتِ التي تركُوها خلفَهم. سنقتربُ أكثرَ من هذه التجربةِ ونقابلُ بعضًا ممَّن عرفَهم أو اطَّلعَ على فكرِهم خلالَ صفحاتِ هذا الكتاب.