لا أكتب هذه الكلمات بصفتي طبيبًا مُعالِجًا، بل شخصًا مرَّ بتجربة أليمة في صراعه النفسي مع العقل ولم يجد أي أسلحة أو أدوات ليستخدمها في هذه الحرب. شخصٌ قام العقلُ بالفتكِ فيه باكتئاب وقلق وهلع ووسواس قاهر وتشتت مزمن. هذا الكتاب هو نتاج تجربة مريرة، وفيه قواعد منهجي “”العلاج الواقعي”” وفيه ستجد طريقًا مباشرًا لتحرر نفسك مِن قِبل شخص يعرف جيدًا ما تمر به من خلال التجربة. كم كنت أتمنى أن ما وُضِع في هذا الكتاب كان يدرس في المدارس، أو أن أعود بالزمن لأقدمه لأمي وأبي لعلهما يمدانني بالأسلحة الحقيقية التي أحتاجها لمواجهة العقل. أُحذِّرك بكلِّ حبٍّ، أنك لن تعود كما كنت عليه حين تنهي القراءة، سينقشع ضبابُ الوهم الذي عشته وستعرف الطريقَ الحقيقيَّ لتتحرر من كلِّ ألمٍ قاسيته في صراعك النفسي. وتذكَّر أنه رغم وعورة هذا الطريق لكنه سيأخذ بيدك إلى الحرية الحقيقية.”