قسّمت مها حسن روايتها إلى ثلاثة فصول، التعريف بالأشخاص التعريف بالأحداث- بداية الرواية، ثم أضافت فصلاً إضافيّاً وملحقين كدليلٍ لأسماء الشخصيات وأبنائها. وهذا كلّه مكر في الكتابة. فالرواية تبدأ، بحسب ما رُسم لها في الكتاب، بعد مئتي صفحة!. وما وضعُ ملاحقٍ للأسماء، أو فصول كاملة للحديث عن الشخصيات والأحداث، إلا لعبة من الروائيّة كي ندخل في حالة التسجيل للأحداث كي تبدو حقيقيّة وغير متخيّلة. والكاتبة لم تتوقف عند ذلك. بل أكّدتْ داخل المتن الروائيّ على مسألة غريبة وهي تدخل كاتبتين، هما جدار وجوزفين، في كتابة المخطوطة الأصليّة للرواية، التي اعتمدت في بعض فصولها على دفتر يوميّات لحرز، ثم قامت جوزفين بتسليم المخطوطة ل”مها”، التي يرد اسمها هكذا ككاتبة للنص، كي تصيغها أدبيّاً وتجد حلولاً فنيّة مناسبة من أجل نشر المخطوطة كرواية!! ليس هذا فحسب، إذ إنها تذكر في بعض الأحيان تعليقات لجدار وجوزفين، عن حدث ما أو شخصيّة ما، وتوردها بين قوسين بأنها ربما كانت اجتهاداً من جدار أو جوزفين. بمعنى أنها لم تتدخل في بعض الأحيان كي تُظهر عملاً لشريك آخر في الكتابة. وهذا شيء جديد بالفعل على الرواية العربية. لأن هذا الفعل بقي مذكوراً طوال الرواية وليس كتنويهٍ لذلك فحسب