هذا الكتاب هو وصية إدوارد سعيد.
جمع مواده ونفحها ودفع بملزماته للطبع، ثم وضع قلمه وغادرنا قبل أن ينتظر النشر. هنا تتكثف الأوجه المتعددة والمتكاملة لشخصية فذة من أبرز الشخصيات الثقافية في عصرنا: الأستاذ الجامعي، الذي لا يفاخر إلا بالتعليم مهنة له، والناقد الثاقب والرؤيوي معاً، والمثقف الذي يجهر بالحقيقة والحق في وجه السلطات، والناشط السياسي الذي جهد – حتى الرمق الأخير- لتخيل الحلول والوسائل من أجل انتصار قضية شعبه الفلسطيني وقضايا الحرية والعدالة عبر العالم.
يعرض إدوارد سعيد في المحاضرات الخمس التي يضمها الكتاب خلاصة تطوره الفكرية والأدبي وقد تأوج في التزامه الفكر الأنسني بمنهجه العلماني التقدمي. إلى هذا، يمارس “القراءة المقربة” للعشرات من الأعمال، بما فيها كتاب محاكاة لإريش آورباخ، أبرز سفر في النقد الأدبي المعاصر، ليسلمنا آخر تأملاته في ذلك الفعل الذي سحره طوال حياته: الكتابة