بدأ الكاتب بالجزء الثالث بكتاب الزكاة لأنها من أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ ولأنها قدِّمت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “والإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت”. فلهذا قدموها.
والزكاة لها معنيان: لغوي وشرعي، والشرعي أيضًا له معنيان: زكاة النفس بالإيمان، وزكاة النفس ببذل المال.فأما الزكاة في اللغة: فهي النماء والزيادة، ومنه قولهم: “زكى الزراع” أي: نما واشتد وطال، وكذلك تأتي الزكاة بمعنى: الزيادة، فإنهم يقولون: “زكى مال فلان” يعني: زاد وكثر. وأما الزكاة في الشرع فقد قلت: إنها زكاة النفس، وزكاة المال، وكلاهما زكاة نفسٍ في الواقع، لكن الأول زكاة النفس بالإيمان، والثاني زكاة النفس ببذل المال