لم تَعُد الفلسفة المعاصرة تنشغل بالعالَم الميتافيزيقي والبحث في الحقائق الكلية والمطلَقات، وإنما صبَّت جُلَّ اهتماماتها نحو عالَم الظواهر والخبرة والموجودات والتجريب، وباتت التياراتُ الفلسفية المعاصرة تياراتٍ منهجيةً وليست مذهبية، وصار نجاحها متعلِّقًا بقُدرتها على إثارة مزيد من الأسئلة وفتح آفاق جديدة للتفكير؛ ومن ثَم انزاحت الفلسفة المِثالية التي تربَّعت لقرون طويلة على عرش الفلسفة لصالح الفلسفة الطبيعية المَبْنية على روح العلم، والناشئة عن التطوُّرات العلمية المذهِلة التي شَهِدها العصر الحديث. وفي هذا الكتاب تستعرض «يُمنى طريف» أبرزَ تيارات هذه الفلسفة مثل: «الفلسفة البرجماتية» التي تُعَد من أكثر اتجاهات الفكر الغربي تمثيلًا لروح التجريبية العلمية، و«الفلسفة الوجودية» التي ترتكز على تحليل الوجود البشري من حيث أخص ما فيه من فردية وعينية.