هذا الكتاب يقدم النموذج الإسلامي الوسطي المعبر عن روح التحرير الإسلامي للمرأة، وهو ينطلق من نصوص ومنطق وفقه القرآن الكريم، في تحرير المرأة وإنصافها والمساواة بين النساء والرجال، الذين سوى الله – سبحانه وتعالى – بينهم عندما خلقهم جميعاً من نفس واحدة وساوى بينهم جميعاً في حمل أمانة استعمار وعمران هذه الأرض، عندما استخلفهم جميعاً في حمل هذه الأمانة .. كما ساوى بينهم في الكرامة. عندما كرم كل بني آدم – في الأهلية .. والتكاليف .. والحساب .. والجزاء .. مع الحفاظ .. على فطرة التمايز بين الأنوثة والذكورة، للتم نعمة السعادة الإنسانية بشوق كل طرف إلى الطرف الآخر، المتميز عنه –
ولو كان نداً مماثلاً لما كان (آخر) ولما كان مرغوباً تهفو إليه القلوب – ولتكون هذه المساواة – في الخلق .. وحمل الأمانة .. والكرامة .. والأهلية .. والتكاليف .. والحساب .. والجزاء .. والاشتراك متاضمنين – في أداء فرائض العمل الاجتماعي العام. أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر. لتكون هذه المساواة هي مساواة تكامل الشقين المتمايزين، لا مساواة الندين المتامثلين، والمتنافرين.