إنها ثنائية مخيفة ومرعبة في عالمنا اليوم .. أن تقول السياسة ؛ فهي في أبسط تعريفاتها فن الممكن وكل ما هو ممكن فلابد من الوصول إليه وبأي طريقة . وكثيرا ما ينتفي العنصر الأخلاقي في السياسة .. وأن تقول الدين ؛ فقد صوره نفر من الناس على أنه يضع أحكاما ساذ...
وهل وعى الإسلاميون تلك المقولة الرائعة للداعية الإسلامي الشيخ معاذ الخطيب والتي مفادها (نفضل أن يصل الإيمان إلى أصحاب الكراسي)؟ وهل وعت مجتمعاتنا العربية أن فسح المجال لعمل الإسلام السياسي في ضوء خير من أن يعمل في الظلام . وأن ألوان الطيف الفكرية المتعددة تهب أمنا حقيقيا للمجتمع في ظل تداول سلمي وحر للأفكار والسلطة ؟!! إن تصريحات الدكتور رفعت السعيد بشأن الإسلام السياسي تمثل غلوا وتطرفا نأمل منه أن يعاود مراجعة نفسه ومنطلقاته الفكرية . فلا سلامة لمجتمع يريد بعض أبنائه حجب الضوء وامتلاك الحقيقة وكتمانها عن الآخرين . والمثقف الذي لا يسعى لرأب الصدع وجمع الكلمة والدفاع عن الحريات العامة هو مثقف من الدرجة الثالثة . وربما – في أحسن الأحوال – سيفقد مصداقيته واستقلاليته فقط