اختار الكاتب الحديث مباشرة عن علاقة الرجل بالمرأة كما يراها الإمام، ومن خلال حديثه، عالج قضية المساواة بين الجنسين، فكشف النقاب عما شاب المسألة من لبس وما لفّها من غموض، وبيّن أن المساواة يجب أن تُفهم وفق طبائع الجنسين المختلفة، إذ الرجل والمرأة سواسية في التكليف وسواء في الحساب، ولا مجال لادعاء التنقيص من أحدهما، هكذا عالج الكاتب الإشكال من منطلق التصحيح صَوْنا للتآلف المطلوب بين الجنسين، فكان وهو يعرض هذه الآراء كمن يحيل على جوهر المشكل ومصدر الكدر في العلاقة، ولم يكن يُحدّث من تلقاء نفسه، وإنما كان يتكلم بآراء محمد عبده في المسألة، وينطق بالإشادة بما توصل إليه من خلاصات غاية في الحكمة، ويحيل على ما قدّم من نظر في الآيات غاية في العمق والدقة، وهكذا نقل أفكارا نيرة مما بُث في كتب الإمام، وفهوما تشهد بسبقه في التجديد وعلو كعبه في الاجتهاد، وتجعل من فهمه نبراسا يُذهب العتمة التي ضيعت معالم السمو في العلاقة بين الرجل والمرأة.
ومن قضية المساواة انتقل الكاتب إلى قضية أخرى ميّزت نظر الإمام، فكان له فيها رأي سديد وقول مفيد وكلام جامع، خصّه لموضوع الطلاق، وجعله تحت عنوان ” الطلاق بين الإطلاق والتقييد”.
في مدخله إلى بسط رؤية الإمام كشف الكاتب عن حكمة الإسلام في التعاطي مع قضية الطلاق، وبيّن موقفه الحقيقي من فضّ الرباط الذي يجمع الزوجين، وذلك من خلال ما أورده من اجتهاداته في تفسير الآيات ذات الصلة بالموضوع،