“يسألني حفيدي الصغير وهو يرى الأنباء تتبع الأنباء ماذا جرى” قلت له: كانت هنا فراشة حسناء، تأخذ بعض ضوئها من قلبها، ترشه لعاشقي الضياء، تأخذ بعض لونها من روحها، وتصبغ السواد بالبهاء، تأخذ من أحلامها، وتمنح المحروم… والمظلوم… والمكلوم… والشيوخ والأطفال… والنساء، كانت إذا ما أقبلت زوبعة من الحرير… والعبير… جُنت الأشياءْ وأغمض العالم مقلتيه، وغاب في أفكارها الخضراء “ماذا جرى” قلت له: فراشة حمقاء ملت من السماء فانحدرت إلى صميم الشعلة الحمراء، واحترقت في شهقة الأضواء وخلفت وراءها المحروم… والمظلوم…”
عن ديانا المراهقة الخجول والمرأة الأميرة يتحدث “غازي عبد الرحمن القصيبي” في كتابه “الأسطورة” الذي يسرد فيه بأسلوبه المعهود الدائر بين الحقيقة والسخرية اللطيفة قصة وفاة أميرة ويلز محاولاً إلقاء الضوء على ردود فعل كل من الزوج المفجوع، والملكة الأم، والرأي العام… والقصيبي بعين المتأمل عند ذلك الغروب المفاجئ يرسم صورة وفاة الأميرة ولكن بقلمه الذي يتشظى عبارات تحمل من المعاني عميقها، وتحمل الألم الساكن على فقدان الأميرة “الداهية” التي استقطبت اهتمام الكرة الأرضية بحلها، والتي حاورت الملوك بنفس السهولة التي حاورت به أبناء الأرصفة المشردين.
بأسلوب الكاتب وبعبارات الحب يكتب القصيبي “الأسطورة” التي تحمل نكهة الكاتب الروائي والشاعر الهائم في دنيا الحب معزياً بالأميرة الحسناء، شارحاً أهم لقاءاته معها، سارداً تفاصيل هذه اللقاءات وحرفيتها لربما استطاع أن يعزي بها نفسه بفقدان الأميرة الفراشة والأسطورة التي خسرها العالم، كما خسرها القصر الملكي في لندن