إنها ملحمة زاخرة بالأتراح والأفراح والأحداث الجسيمة، عاشها أبناء الجيل الذي ينتمي إليه عثمان الحبشي، حاولت الرواية تقديم أقباس منها بلغة السرد الروائي وتقنياته وجماليته، التي لا تكتفي بتسجيل الأحداث ولا تجعل ذلك هما رئيسياً لها، فمهمتها الأساسية هي خلق عالم سحري يوازي الواقع بدلاً من أن تسعى لنقله على الورق، باعتبار الفن تقطيراً للتجربة الإنسانية وليس تسجيلاً لها أو ترحيلاً لأحداثها سواء باستخدام عامل الانتقاء أو بمحاولة نقل هذه الأحداث بعجزها وبجرها إلى عالم القصة، وهي لغة لا تكتفي بالبقاء لغة وصفية نثرية. وإنما تشحن سردها بلغة الشعر وجدل الواقع والأسطورة والحقيقة والفانتازيا والحوار والمونولوج والاسترجاع من أجل أن تفلح في خلق عالم زاهر بالدلالات الفلسفية والفكرية.