هو أحد أبواب الكتاب الكبير الموسوعة للشيخ وهو ” الفتوحات المكية ” بل هو فصل من فصوله أخذ منه وطبع منفرداً عنه ، لأنه اهتم بالوصية المفهومة والملاحظة الدقيقة التربوية التي تأخذ بيد السالك المريد إلى طريق أهل الله تعالى بل إلى صدق العبودية والاخلاص فيه...
أوصى حكيمٌ أولاده عند موته -وكانوا جماعة- فقال لهم: ائتوني بعصيّ، فجمعها وقال لهم: اكسروها ـ وهي مجموعة ـ فلم يقدروا على ذلك، ثم فرّقها فقال لهم: خذوها واحدة واحدة فاكسروها فكسروها، فقال لهم: هكذا أنتم بعدي؛ لن تُغلبوا ما اجتمعتم، فإذا تفرقتم تمكن منكم عدوكم فأبادكم. وكذلك القائمون بالدين إذا اجتمعوا على إقامة الدِّين ولم يتفرقوا فيه لم يقهرهم عدو، وكذلك الإنسانُ في نفسه إذا اجتمع في نفسه على إقامة دين اللّه لم يغلبه شيطان من الإنس ولا من الجن بما يوسوس به إليه مع مساعدة الإيمان والملَك بلَمّته له.