يروي سارتر في هذا الجزء من “سيرتي الذاتية” طفولته الأولى بأسلوب جديد فذّ لم يسبقه إليه كاتب، وهو لا يقف عند الأحداث والتفاصيل إلا ليطبق عليها مفاهيم مذهبه الفلسفي في صفاء ذهني عجيب وعمق لا يتميز به كثير من الفلاسفة المعاصرين.
غير أن سارتر يعالج موضوع طفولته، وكيف تعلّم القراءة، وكيف بدأ يكتب، وكيف راح يشترك في “التمثيلية” الكبيرة التي كان يعيشها أهله ومجتمعه.. كل ذلك بروح أدبية تتميّز بالصدق والصراحة وتوفر لقارئ هذا الكتاب متعة روحية قلما يصيبها في أي كتاب آخر.