رواية دسمة، فخمة، عظيمة تحكي عن العراق في القرن التايع عشر، هذا العراق الذي يجسده منيف في أكثر الصور الواقعية بحكاياها وشخوصها ومستودع لهجتها البغدادية الفخمة، رواية أحتوت على العراق الجميل وتعلقت بماضيه، العراق المتناقض والفج والمبهج والمجنون، هذا البلد العجيب الذي جسده منيف وكأنه قد عاش في تلك الحقبة الزمنية في بغداد، تعيد تشكيل العراق بوجه تاريخي، الصراعات والمحن والسياسة والتنافس على الحكم وعلاقة العراق بالخلافة العثمانية..
داوود باشا آخر الولاة المماليك للعراق، راوده حلم محمد علي بالاستقلال بدولة قوية، فقرر مواجهة القنصل الانكليزي الذي كانت لمكائده الكلمة الفصل في تنصيب وعزل الولاة.
ضمن هذا الجو يرسم عبد الرحمن منيف صورة مفصلة للشخصية العراقية، حياتها اليومية، هويتها، حزنها وفرحها. إنها رواية العراق بأشخاصه الذين يخصونه ويرسمون صورته.
أغنية حب طويلة ودافئة للعراق، لأهله أولاً، ثم لطبيعته القاسية والحانية. صفحة من الماضي تجد دلالالتها في الحاضر. فالعراق دائماً محط المطامع والتآمر، لكن مهما كانت الأحوال فإن في نهاية النفق ضوء وأمل ينبت