منذ أوجدني الله في مرسيّة حتى توفاني في دمشق وأنا في سفرٍ لا ينقطع. رأيت بلاداً ولقيت أناساً وصحبت أولياء وعشت تحت حكم الموحدين والأيوبيين والعباسيين والسلاجقة في طريقٍ قدّره الله لي قبل خلقي. من يولد في مدينة محاصرة تولد معه رغبة جامحة في الانطلاق خارج الأسوار. المؤمن في سفرٍ دائم. والوجود كله سفرٌ في سفر. من ترك السفر سكن، ومن سكن عاد إلى العدم
يحكي ابن عربي في رواية موت صغير بضمير المتكلم سيرته منذ قبل ولادته بساعات وحتى ارتجاج جسده فوق أكتاف المشيعين إلى القبر. اتخذ الكاتب حبكة تسير وفق مساريين، الأول متخيلا تاريخ انتقال مخطوطة سيرة حياة ابن عربي في مراحل مختلفة من تاريخ الأمة الإسلامية بداية من أذربيجان عام 1212 ونهاية إلى لبنان عام 2012. والمسار الثاني والذي احتل القسم الأكبر من الرواية سيرة ابن عربي وما بين الولادة والوفاة أحداث وشخصيات وحواضر ومدن.
بذكاء، استند الكاتب على رواج هذا النوع من السرد الروائي في هذ الوقت من الزمان، ينقل لنا سيرة الشيخ الأكبر التي حوت على الكثير من الزلات والمتاعب