السمين الحلبي
السمين الحلبي، هو أحمد بن يوسف بن عبد الدايم، كنيته أبو العباس، ويُلقب بشهاب الدين أو الشهاب الحلبي المعروف بالنحوي أو السمين الحلبي، مفسر عالم بالعربية والقراءات شافعي من أهل حلب، انتقل إلى القاهرة وبها اشتهر.
بعد سقوط بغداد مركز النور ومعين الثروة والرخاء وكعبة العلماء سنة (656هـ) على يد هولاكو المغولي وجيوشه، قادت مصر -في العهد المملوكي- الحركة العلمية في العالم الإسلامي، ووفرت ملاذًا آمنًا استقطب العلماء من كل حدب وصوب، من الشرق والغرب، ممن نبا بهم المقام فهجروا البلاد ورحلوا إلى مصر حيث الأمن والدعة والسلامة والعيش الرغيد والرعاية الطيبة، فتفرغ هؤلاء العلماء للعلم تدريسًا وتأليفًا وجمعًا، تحدوهم الرغبة في إنقاذ الثقافة الإسلامية من نكبة عواصم العلم في الشرق والغرب الإسلاميين، فامتلأت دور العلم من جديد بالطلبة، ورفوف المكتبات بالكتب والمؤلفات، وعوضت العربية شيئًا من تراثها الذي هلك وباد. وفي هذا العصر العلمي، وفي هذه البيئة العلمية، عاش السمين الحلبي .
لم تذكر المصادر العربية شيئًا عن زمن ولادته، إلا أن أغلب المؤرخين لا يختلفون في زمن وفاته، فقد توفي في القاهرة سنة ست وخمسين وسبعمائة للهجرة النبوية الشريفة.
يُجمع المؤرخون على أن نشأة الرجل كانت في حلب، وقد اكتسب فيها لقبه السمين، ثم يذكرون أنه رحل إلى مصر متنقلاً بين بيئاتها العلمية. فقرأ الحروف بالإسكندرية، والنحو واللغة والقراءات والحديث وغيرها بالقاهرة؛ التي طاب له المقام بها فنزلها ولازم علمائها مدة طويلة، وبخاصة أبوحيان الأندلسي الذي يعد السمين أحد أكابر أصحابه، ولما مهر فيما تعلمه تولى التدريس والإعادة في مساجد القاهرة، وتصدر للإقراء فيها، منها جامع ابن طولون والشافعي… ويبدو أن الرجل قد فقٍه علوم العربية وتمثلها، وكتابه الدر خير شاهد على ذلك.
من مؤلفاته:
تفسير الدر المصون.
تفسير القرآن، عشرون جزءًا.
القول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز.
شرح التسهيل.
شرح الشاطبية، قال ابن الجزري: لم يسبق إلى مثله.
عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ.