عاش الأستاذ محيي الدين عطية حياة مليئة بالعطاء، فكان مولده في يوم الأول من يناير لعام 1934م الموافق 15 من شهر رمضان لعام 1352هـ في حي منشية الصدر من أحياء القاهرة، قضى الثلاثة أعوام الأولى من حياته فيها، ثم انتقلت أسرته به وهو ابن الثالثة من عمره إلى حي السكاكيني بالقاهرة، حيث قضى فيه قرابة العشرة أعوام، حيث فارق في هذه المرحلة المبكرة من عمره أباه وأمه وأخته الكبرى، حيث مات أبوه وهو ابن تسع سنين، ثم حصل على الابتدائية وبعدها بعام تقريبـًا ماتت أمه، ففقدهما مبكرًا، وفي نفس العام التي توفيت فيه أمه ماتت أخته الكبرى، فبذلك يكون قد انقطع حنان الأبوة والأمومة عنه كليةً.
احتضنته خالته فذهب إليها للإقامة معها، والتحق عندها بمدرسة الحسينية الثانوية حيث كانت تقطن هي أيضًا في حي السكاكيني وتعرف في هذه المرحلة على دعوة الإخوان المسلمين.
أسَّس عام 1973 “دار البحوث العلمية للنشر والتوزيع” بالكويت، وانطلق منها للقاء الكتَّاب ونشر الكتاب الإسلامي إلى بلاد مختلفة: دبي، لبنان، بريطانيا، الرياض، باكستان، الهند، إيطاليا، وقبلها تركيا، ألمانيا، الدانمارك… وفي أثناء وجوده بالكويت طوال السبعينيات والثمانينيات أبدى ثماره الأدبية، وفاض بعطائه الشِعري الرائق الذي جمع بين رسالة الإسلام وعاطفة الإنسان والتفكر في الأمة والوطن وأحوالهما.فبدأ ينشر مجموعة شعرية عام 1969، ثم بدأ في نشر ما تميز به من “ببليوجرافيات” إما بتكشيف الموضوعات في الكتاب والسنة أو تجميع كل ما كتب في موضوع بعينه في قالب مقالي ليستفيد منه الباحثون. وفي عام 1987 تعاقد أستاذنا مع إدارة المعهد العالمي للفكر الإسلامي (مكتب الكويت) ليعمل مشرفًا على الفروع الخارجية، لما له من خبرة إدارية. وفي العام ذاته نشر مجموعته الشعرية (صلاة الفجر) ثم في العام التالي نُشِرت له مجموعة (ولكنكم تستعجلون) قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة 1989 ليتولى إدارة النشر في المقر الرئيسي للمعهد ثم ليعمل بعدها مستشارًا أكاديميًّا بالمعهد حتى عودته إلى مصر 2003 (بعد غياب لمدة 35 خمسة وثلاثين عامًا).