الزواج في الإسلام تبع يفيض بأسمى الأخلاق، ومدرسة جامعة يتعلم فيها الزوجان أصول المودة والرحمة والحب، وما ينشأ من الغيرة والعزة، والوفاء، ورعاية المحرمات، والدأب على العمل. ومن هذا النبع تفيض الأخلاق إلى الأبناء والبنات، ثم إلى المجتمع عن طريق المعاهدات، أو عن طريق الأخوة الإيمانية. لذلك عنيت الشريعة الإسلامية بتحديد مقاصد الزواج وأركانه، وشروطه وأحكامه، وعني الفقهاء والعلماء بيان هذه الأحكام.
ومن هؤلاء العلماء الإمام العلامة تقي الدين ابن تيمية. حيث كان له مجموعة من الفتاوى المتصلة بأحكام الزواج وجاءت في سياق مجموع رسائله ومسائله، والتي قام بجمعها وترتيبها الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي. وجاء الكتاب محققاً حيث عمد المحقق إلى إعادة ترتيب الكتاب، وفصل الفتاوى وإلحاقها في نهاية الكتاب، وإلى تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ووضع عناوين للكتاب ليسهل على القارئ فهمه وتناوله.