يواصل منيف في الجزء الثاني سرد الاحداث ولكنه هنا يطالعنا بعراقيته الأصيلة، فنحن أمام روايةعراقية 100% ومن العجيب أن كاتبها ليس بعراقي ليثبت لنا أن الانتماء لا يعتمد على النسب فقط بل العشق، وهنا نجد منيف عاشق من طراز خاص.قدّم لنا الكاتب الحياة العراقية بصورة كاملة مدعمة بكافة التفاصيل ، كيف يتحدثون، كيف يتعاركون، كيف يقيمون أفراحهم وأطراحهم، كيف يكيدون لبعضهم البعض، كل ذلك في إطار عرض روائي رفيع، أرادها حاضرة بقوة فاستسقى أحداثها من الماضي ليقول لنا أنه لم يتغي الكثير وأن البشر هم البشر وأن الزمن يدور دورته ويثبت في النهاية.
داوود باشا آخر الولاة المماليك للعراق، راوده حلم محمد علي بالاستقلال بدولة قوية، فقرر مواجهة القنصل الانكليزي الذي كانت لمكائده الكلمة الفصل في تنصيب وعزل الولاة.
ضمن هذا الجو يرسم عبد الرحمن منيف صورة مفصلة للشخصية العراقية، حياتها اليومية، هويتها، حزنها وفرحها. إنها رواية العراق بأشخاصه الذين يخصونه ويرسمون صورته.
أغنية حب طويلة ودافئة للعراق، لأهله أولاً، ثم لطبيعته القاسية والحانية. صفحة من الماضي تجد دلالالتها في الحاضر. فالعراق دائماً محط المطامع والتآمر، لكن مهما كانت الأحوال فإن في نهاية النفق ضوء وأمل ينبت