حينما شُغلت بفكرة هذا الكتاب، عزمت، منذ البداية، على أن أكون محرّرا لمادته، وليس مؤلّفا صِرفا له، وحسمتُ أمري بالعودة إلى المتون السردية التي شغفت بها قارئا، وكأنّي بذلك استلهم معنى التأليف في اللغة العربية: أي جمع المادّة، وتحريرها، وصوغها بتركيب يو...
يتطلّع هذا الكتاب إلى الوقوف على أعراف الكتابة السردية، ولستُ أنا من يضع تلك الأعراف، إنما حاولت اشتقاقها من تجارب الروائيين في الكتابة، ومن آرائهم فيما يكتبون. وقد حرص الكتاب على تشييد سياق حاضن للأفكار، وترتيبها، لدعم الهدف الذي أرمي إليه، وهو وضع لائحة بأعراف الكتابة جرى اشتقاقها من مدوّنة سرديّة متنوعة تراوحت بين الأقوال الدالّة على أهميتها، والنصوص الداعمة لها. وبذلك انتهى إلى تركيب يمزج آراء الآخرين بآرائي.