حينما اقترح البعض على الكاتب الكبير عباس محمود العقاد أن يكتب كتابًا عن حياته أجاب أنه سيكتب هذا الكتاب تحت عنوان «عني» والذي يتناوله من شقين: الأول الحياة الشخصية بما فيها من صفات وخصائص ونشأة وتربية ومبادئ وعقيدة وإيمان، والشق الآخر يتناول حياته الأدبية والسياسية والاجتماعية المتصلة بمن حوله وبالأحداث التي مرت به وعاش فيها، وقد وافته المنية قبل استكماله هذا العمل، فكان الجزء الأول منه وهو «أنا» الذي شمل العقاد الإنسان، فحياته النفسية والشخصية أضخم من أن يجمعها كتاب فهو يستعرض الأب والأم والبلدة وذكريات الطفولة والأساتذة وانطلاقه في المجال الفكري والأدبي والثقافي وإيمانه وفلسفته منتقلاً لفترة النضج بعد الأربعين والخمسين والستين والسبعين وبين كتبه وفي مكتبه ينهي هذا العمل القيم