إن هذه الورقة أعدت لتكون ورقة داخلية يتداولها مستشارو المعهد والمشاركون في حمل همومه وقضاياه، فهي محاولة للتعبير عن التفكير المشترك الذي لا بد أن يشكل الأساس الفكري الذي يقف عليه القائمون على شؤون المعهد العالمي للفكر الإسلامي والمتعاونون معه.
ولقد حظيت الورقة باهتمام سائر الأخوة والمستشارين، ونوقشت قضاياها نقاشاً مستفيضاً، واقترح إشراك من لم تسعفه ظروفه للحضور بدراستها ومعرفة ملاحظاته حول قضاياها، فتم إرسالها إلى عدد كبير من العلماء والأساتذة المتعاونين مع المعهد.
وقد لفت كثير من الإخوة الذين اطلعوا على الورقة، أو شاركوا في مناقشتها النظر إلى وجوب نشرها بطبعة عامة، فهي تمثل محاولة متقدمة لتوضيح قضية “إسلامية المعرفة” ظهرت فيها بصمات سنوات الخبرة والمعاناة العملية في الميدان.
إن الورقة -وإن اشتملت في صياغتها الأخيرة على كثير من خصائص الخطاب العام لكنها لم تخرج تماماً من إطار خصوصيتها الفكرية والثقافية. ونحسب أن أفكار الورقة تهم كل من له من هموم هذه الأزمة الفكرية والثقافية نصيب، لكن قراءتها تستلزم قدراً لا بأس به من الصبر والحيدة والإحساس بأهمية الفكر والثقافة في البناء الحضاري الإسلامي الجديد.