تجري أحداث هذه الرواية على أرض الواقع، عبر استذكارات “نديم”، وأيضا عبر الافتراضات والنسخ المعدلة التي يقترحها بطل الرواية عن هذا الواقع الغني بالتفاصيل والحكايات المثيرة والغريبة التي حدثت مع شخصيات الرواية العديدة، ابتداء من حميد، الأخ الأكبر لنديم، ودائرة علاقاته، والمصير الذي انتهى إليه، وليس انتهاء بالعجوز بنية التي ترفض الموت وتخليص ابنها من وعد البقاء بجوارها، داخل البلد، ما دامت حية.
ثلاثة عقود تمر عليها الرواية من حرب الثمانينيات وصعودا، عبر مواقف وأحداث صادمة، شكلت ذاكرة نديم، وأجيال عراقية كاملة، وربما عدم الحسم بشأن خيالية الأحداث أو واقعيتها يعطي رسالة أن هذا التمييز، بسبب فداحة ما مر بهذه البلاد، لم يعد مهما ولا ضروريا.
عبر الأحلام المجهضة ووقائع الموت المقيمة واللعب بالمصائر، يقودنا المؤلف في سرد مركب ومتشعب، ينضح بالسخرية اللاذعة والخيال الجامح، ولا يخفي صوت الغضب والمرارة من هذا “الانتقال من موت إلى موت؛ حسب أحد المقتبسات داخل الرواية