أنا أعلم كم أنت قويةٌ ومتماسكةٌ ومنتصرة أيتها الجنيّة الجميلة، لكنّي أعلم أيضاً كم أنت وحيدة! لا أريدك وحيدةً يا بنت قلبي، الوحدة ليست خياراً جيداً يا حبيبة، اسأليني أنا عن الوحدة! اسألي معلمتك! أتعلمين أنك ستشيخين؟! ستتعبين وتمرضين بعد سنوات، سيغادرك الجمال والشباب والصحة، ستمرين في الأحياء ولن يغازلك الشبّان، ولا المسنّون، ولن يلتفت إليك أحد، ولن يساعدك الموظفون في الدوائر الحكومية لأنك لم تعودي الفتيّة الفاتنة، ستمر الأعياد وتجتمع الناس عائلات مع بعضها البعض وأنت وحيدة، سيدعونك إلى حفلات عشاء وأعراس لن تذهبي ولن تشاركي، ستعتذرين وتتذرعين بعشرة حجج، لأنك بلا شريك، ستدعوك صديقاتك إلى منازلهن ولن تلبي دعواتهن خوفا من عداوة مبطنة ستعلمين أنهن يخشين منك على أزواجهن، سيكون نصيبك صالات النساء في مجالس العزاء فقط، سيأتي الشتاء القارس ولا أريد أن يتفوق شتاء قلبك وصقيع روحك عليه، اهزميه بدفءٍ ممكنٍ يا حبيبتي، افتتحي مع هشام فصلا جديدا من فرح ورضا ولا تؤجلي قرارك فكلّ يوم يمضي، يصعب علينا القرار، ليتني أخيط لك فستان زفافك بيديّ، وبالخيط والإبرة وبلا ماكينات، هكذا كانوا يخيطون فساتين الأميرات، ابدأي حياة جديدة تليق بك يا أميرة، يا ابنة قلبي وحبة عيني، آه صحيح أوصيك أن تضمّي أمّك كثيراً كثيراً إلى صدرك، عانقيها يا حبيبتي، الجسدُ يحتاج الجسدَ، سأدعو لك أينما كنت لا يهم أي عالم أنا فيه الآن، وأنا واثقة أنّ أمك الأولى ستفرح لما كتبته لك أمك الثانية، قبلاتي لك ولها…أحبّك يا شيطانة!”.