خزعل الماجدي، واحد من شعراء السبعينات العراقيين، الذين لعبوا دوراً كبيراً في خلخلة التقاليد الشعرية السائدة في الساحة الشعرية العراقية، ومهدوا لما يشبه “اندلاع” قصيدة النثر في العراق بعد أن كانت شبه محرمة. لقد توجه الجيل، الذي ينتمي إليه خزعل الماجدي، للبحث عن آفاق جديدة للكتابة الشعرية، والتحرر من سطوة المنجز الشعري الراسخ العراق، ولقد مثلت قصيدة النثر ليدهم نافذة أطلّوا، من خلالها، على مناطق ومناخات شعرية جديدة. ويتميز خزعل، من بين مجايليه، بكتابة نص يحاور الماضي الحضاري الشرقي السحيق ويتمرأى فيه ويحاول، من خلاله، أن يخلق نكهته ومزاجه،
فالنص الشعري هنا ليس مجرد فيض وجداني ينجم عن الذات المفردة، بل هو تراسل روحي ومعرفي مع الذات الكلية الكبرى التي ينتمي إليها أولئك المبدعون السريون الذين خلقوا الأسطورة في فجر التاريخ وجعلوا الكون يتحدث ويتواصل ويلتحم بعضه مع بعض ضمن نشيد واحد ممتد. لقد كتب الماجدي الشعر والمسرح والبحث النقدي والميثولوجي، ولكنه ظل مخلصاً للقصيدة التي ظلت تدفعه إلى البحث عن الشعري، لا في الذات فقط، بل في العالم الذي تشكل الذات امتداد له، ولا في النشيد الغنائي فقط، بل في التأمل الهادئ الذي يشكل الغناء صورته المعكوسة. يضم هذا المجلد قصائد النثر التي أنتجها الشاعر في ست مجموعات هي:1-أطلس شرقي، 2-فيزياء مضادة، 3-قصائد الصورة- 4-أناهيت، 5-اسمعي رمادي.. اسمعي موسيقى الذهب، 6-مخطوطات غجرية.