مع كثرة القراءات والتحليلات والرؤى لطبيعة وحقيقة العلاقات بين الإسلام والغرب -أو بين الشرق والغرب- إلا أن التوصل إلى رؤية واحدة أو فهم مشترك حول ذلك لم يكن ممكناً ولا متاحاً، ولانعتقد أنه سيكون كذلك في المستقبل، لأن قضايا من هذا القبيل تخضع دراستها وبحثها إلى الرغبات والأمزجة والانتماءات والمصالح، وهي لا يمكن أن تكون موضوعية ومحايدة بالكامل، وواضحة ومحددة النتائج مثلما هو الحال مع القضايا العلمية في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك وعلوم الحاسبات، التي لا يحتمل التعامل معها اقحام العواطف والمشاعر وتوظيفها بشكل أو بآخر للتوصل إلى نتائج معينة وصياغة معادلات من نوع خاص.
فمنذ انهيار المعسكر الاشتراكي وتفكك المنظومة الاشتراكية- الشيوعية في مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي وجدت المؤلف مهتماً بقدر ما بهذا التحول العالمي الكبير والمتغيرات التي أحدثها، والمتغيرات التي يمكن أن يحدثها في أوقات لاحقة، ودور الإسلام -أو العالم الإسلامي- وعلاقته بما يجري باعتبار أنه معني بالدرجة الأساس بذلك، ربما أكثر من غيره لأسباب ومبررات ودوافع عديدة لست هنا بصدد تناولها.