منذر ما بدأت رسل المملوك الكبير ترحل الى الغرب. جلسوا إلى الطبالي العالية. شمّروا أكمام الجبب والقفاطين وكبشوا الطعام بأيديهم. لوثوا اللحى والشوارب ولم يذوقوا الخمر. ضحك السادة الغربيون وقالوا ان الباشوات ظرفاء وبدأت صفافير السفن في ميناء الاسكندرية تدخل على الناس من شبابيك البيوت في باب شرقي. هل علم الحمالون أن الصناديق الثقيلة تفرِّغ من سفن الإنجليز حمولتها كلبشات وجنازير وسلاسل. لم يعلموا. لم يسألوا. فالحمل فقط يكون ثقيلا. يستوي ما في داخل الصندوق.
وجاءت اللجنة. من تحت الطربوش. بين الجلدة والشعر تسيل قطرات العرق. في الآذان أقلام الكوبيا وفي الأيدي استمارات الجرد. مصر اقسام معلومة. وكل قسم مقسوم إلى أقسام معلومة. لا ضلال. لكل يد طالت كلبش. وقد. جاء الصندوق إلى النقطة في الزمن القديم. وعلِّقت قيود الحديد على لوحات الحوائط في نظام جميل. كلبشات حسنة مرسومة مثل أساور النساء الحسان. من معلقها هنا يصل فعلها حتى قلب المؤمن القانت في عتامة المسجد الجامع في الكفر. اللهم اكفنا السوء فإنها تنطبق على المعصم. ثم تكون تكّة معدنية، ثم يسقط الواحد في بئر الخوف، يهوي مكسوراً بلا أمل في الرجوع.