أبطال هذه الرواية مزيج غريب من شخصيات متباينة اجتماعيا وثقافيا وماديا اختارها المؤلف بعناية وغاص فى أعماق كل منها ، يجمعها كلها حى الزمالك العريق وشارع قصر النيل بوسط القاهرة ويلتقى غالبيتهم فى حانة شهيرة على النيل بذات الحى العريق حيث يحلق بنا اشرف العشماوي فى عالم غريب بتفاصيله الدقيقة المدهشة مستخدما لغة جمالية سلسة وأسلوب سردى بديع ليعرض مآسي انسانية تدمى لها القلوب وأحداث مشوقة متسارعة تتخللها جرائم غريبة مفاجئة تنتهى بنهايات أغرب ، قد تبدو عادلة لوهلة فى مظهرها ولكنها ستصدمك بشدة عندما تتعرف على جوهرها الحقيقي فالعدل المطلق فى السماء فقط ، وبداخل الحانة ستتعرف على جانب خفي من حياة السياسيين وأصحاب النفوذ ..ضباط فاسدين ووزراء سابقين وأنصاف مشهورين.. وشباب لاهي ضائع ونسوة ساقطات وآخريات تائهات وشرائح عالية من المجتمع ممن طفوا مؤخرا على السطح.
سلط المؤلف الضوء عليهم لترى معه حياة الخفافيش وما يحدث فى أروقة البارات وكيف يكون الساقي هو محور حياتهم جميعا ويعرف أسرارهم فيصبح نديم الخمر بالنسبة لهم ، وستقرأ بين سطور هذه الرواية كيف يسقى بعضنا البعض شراب خليط من وعود براقة ويقدم مشاعر كاذبة حتى تلعب الخمر بالرؤوس وتظهر أعراض النشوة الزائفة إلى ان تأتى اللحظة الفارقة التى يفيق فيها الجميع سقاة وشاربون فيكتشفون الحقيقة العارية من كل زيف كالسائرون نياما يمضون في طريقهم ولا يعرفون أبدًا انهم سيفيقون فى لحظة يحددها القدر وحده ، فيدركونها متأخرين دومًا .