رواية البلهاء, هي الرواية العاشرة من روايات المؤلفة, وتنفرد بأنها تختلف عما كتبته المؤلفة من روايات في الخيال العلمي أو في المنحى الاجتماعي التي سبقتها, بكونها ذات وقائع تاريخية قريبة جدًا من الحقيقة للسيرة الذاتية للبطلة, وغالبية معلوماتها مستقاة من البطلة ذاتها, في أثناء ثرثرتها عن نفسها, في المحافل الخاصة والعامة, ولكن للمحاذير جرى تبطنها بمغاز متعددة الجوانب, قد تكون مغلفة بمسميات لأمور لا تمت بصلة لما سميت به, مثلا الرمز المتحدث عن مطلب الانضمام إلى اتحاد الأدب, يرمي إلى إقحام نفسها في مجال لا تملك فيه أية موهبة حقيقية, وكذلك مطلب الانتماء إلى الدولة التي تعتبرها أصلا لها, ما هو إلا رمز لمطلب الحرية التي تنشدها البطلة وتسعى إليها جاهدة للانعتاق من القيود الأسرية المكبلة والضاغطة, التي جاءت من تراكمات العادات والتقاليد التي تضيق بها البطلة, مما دعاها إلى الزواج من شيخ طاعن في السن لكي تحصل عليها, وعندما أتيح لها نيل ما تطلب, خرجت بنشوز ناتج من قلة التعقل, مصحوب بما تملكه من ضحالة الفكر المطبوع فيها, والجهل لعدم تعلمها, فخرجت من إطار الحرية الملتزمة إلى الفوضى الضارة.
هيا نخض في أعماق الشخصية ونتعرفها, فقد نفاجأ بما لا نتوقعه, فنرى أصدقاء المؤلفة وأعداءها يتصارعون, أو نرى تركيبة من جميع من تعرف كعادة الأدباء عندما يؤلفون.