في إطار مشروعه القائم على تحويل أعماله الدرامية إلى روايات، أعاد الكاتب والشاعر الفلسطيني وليد سيف كتابة عمله التلفزيوني الشهير “التغريبة الفلسطينية” في شكل رواية صدرت، حديثًا، عن “الدار الأهلية” في جزئين يحمل الأول عنوان “أيام البلاد“، والثاني “حكايا المخيم“.
يتناول المسلسل قضية الفلسطينيين من خلال سيرة عائلة فلسطينية تمتد على أكثر من 3 عقود، وتغطي مراحل زمنية وسياسية فارقة في تاريخ فلسطين بين ثلاثينيات وأواخر ستينيات القرن الفائت، حيث يلقي الضوء على نضال الفلسطينيين ضد الاستعمار البريطاني، وهجرة اليهود إلى فلسطين، ووقوع النكبة وما ترتب عليها من مجازر ارتكبتها الميليشيات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الذي هجّرت أكثر من نصفه خارج مدنهم وقراهم عام 1948.وتمثل شخصيات المسلسل مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، حيث نجد الفلاح والاقطاعي والمثقف والشاعر والمناضل وغيره. ومن خلالهم، يستعرض الأحوال الاجتماعية والفوارق الطبقية في فلسطين قبل النكبة وبعدها، ويلقي الضوء على إشكالية العلاقة بين الاقطاعيين والفلاحين الذين تنتمي إليهم عائلة أبو أحمد، الذي يروي المسلسل قصتها ويعكس من خلال معاناتها، سواءً في القرية قبل النكبة أو في مخيمات اللجوء بعد تهجيرهم منها، معاناة الشعب الفلسطيني بأكمله.
تتناول الرواية جميع ما سبق ولكن بأسلوبها ومقتضياتها وخصائصها أيضًا، إذ يفرد الكاتب الفلسطيني فيها، وفقًا لما ذكره خلال ندوة تكريمية أقامها له “معرض عمّان الدولي للكتاب” في دورته الحادية والعشرين، بصفته الشخصية الثقافية لهذه الدورة، مساحات واسعة لاستنباط العوالم الداخلية لشخصيات العمل، والوقوف على كيفية تلقيها لما يدور حولها، واستدعاء التراث الشعبي والمخيلة الشعبية التي يرى أنه جزء من الرواية الفلسطينية لا يجوز القفز عنها، ناهيك عن تحويله للشعب إلى جزء من العملية السردية.