الأعمال الكاملة ل مردخاي زئيف فايربرج
يُمكنُنا القول بـأنَّ “اليهوديَّةَ” تنحصرُ- وتُقامُ في الوقتِ ذاتِـهِ- بين فكرتين كبيرتين مُتباينتين, هُما:
– الفكرة الأولى: أنَّ العالَمَ يبدو بعيداً تماماً عن الكمال بالمقارنة بما كان الإلــه قد طالبَ بـه جموع اليهود.
– الفكرة الثَّـانية: أنَّ الإلـهَ قد اصطفى شعبَ اليهود, شعباً مُقدَّساً لـه, لكن يظلَّ هذا الشَّـعبُ بعيداً عن الاستقامةِ والهِدايةِ, وهذا الشَّعبُ كذلك لم يفلح في السَّـيطرةِ على شعوبِ العالم كما كان مُتوقَّـع, بل حدث العكس فتمَّ اضطهاده من شعوبٍ كثيرةٍ.
هذا وبطبيعة الحال, فقد جعلَتِ اليهوديَّةُ المرءَ اليهوديِّ في حِيرةٍ قاتلةٍ من أمرِهِ, أحياناً يُبجِّل هذا الإلـه بشدَّةٍ, وأحياناً يصرخ عليـه غضباً واستنكاراً بشدَّةٍ! ينوح بقلبٍ مفطورٍ من اضطهاد غير اليهود الواقع عليه, وفي الوقت ذاتـه لا يُمكنـه أن يدعوهم للولوج إلى دينـه, لأنَّ شريعتـه لن تقبل غير اليهوديِّ, الذي لم يُولد لأمٍّ يهوديَّــةٍ!
ومردُخاي زئيف فايربرج, واحداً من أكثر الكُـتَّاب اليهود البولنديِّين الذين نجحوا في إظهار مدى عُمق الحيرة, والظَّـلام, والعُزلة, والكآبـة, والكبت, والنِّيكتوفيليا, والسَّـوداويَّة, والرُّعب المُطلَق في قلبِ كُلِّ يهوديِّ