الثقافة الأجنبية: تفي كل ما عند غير المسلمين، من أفكار وتصورات، ومعلومات، وطقوس، وأعراف، وعادات، وكل ما أنتجته، وقدمته حضارتهم من أمور مادية، ومعنوية، وكل ما حوته مصادرهم، ومراجعهم، مما يتصل بنظرهم إلى الإنسان والكون والحياة.
فالتحدي الثقافي الأجنبي، إنما يمثل برغبة غير المسلمين قهر الثقافة الإسلامية الوطنية، وتقليص سلطانها، ومدّ رواق ثقافتهم لتغطي بأفكارها، وتصوراتها وسلطانها رقعة العالم الإسلامي، وتجرّه إلى التبعية لها، ولأصحابها، وتجرّده من خصائصه التي يعتزّ بها، وتميّزه عما عداه من الشعوب، والأمم، بما يحمل من فكر مستقل، وتصور شامل، واستقلال ذاتي، والتحدي الثقافي الأجنبي ذو خطر عظيم، وداء قاتل يصيب الأمة في الصميم، ويسري فيها سريان النار في الهشيم، فيقتل عزتها، ويمزق وحدتها، ويذهب بها عن موضع الصدارة والحرية.
ولأهمية هذا الخطر الداهم بدا “علي الشربجي” أنه لمن الواجب المؤكد عليه الكشف عن هذا الخطر، وبيان أبعاده، وأضراره، رغم ظهوره وانتشاره، ولهذا اعتنى بوضع رسالته التي بين أيدينا والتي يتحدث فيها عن مجموعة من النقاط الهامة التي تكشف عن أخطار الثقافة الأجنبية على الثقافة الوطنية وهذه النقاط هي: معنى الثقافة الأجنبية، مصادر الثقافة الوطنية، تدعيم الثقافة الوطنية وغرسها لدى الشباب، توعية المجتمع بأهمية الثقافة الوطنية، التحدي الثقافي الأجنبي وأهدافه، الكشف عن الخطر الناجم عن التحدي الثقافي، ثمار المحافظة على الثقافة الوطنية وخطر التفريط بها، والتطلّع إلى غيرها والأخذ بها.