على الرغم من الجليد المنهمر على ( موسكو ) ، و الذي لم يتوقف منذ أكثر من يومين و درجات البرودة التي تجاوزت العشرين تحت الصفر ، في تلك الفترة من شتاء عام 1971 م ، و من خلو الطرقات تماما ، في ظل الطقس الغاضب ، و في تلك الساعة المتأخرة من الليل ، راح ( ميخائيل يوريف ) ، السكرتير الأول في إدارة المخابرات السوفييتية ( KGB ) يحث الخطى ، قاطعا ذلك الطريق الطويل ، على مسافة ثلاثمائة متر فحسب من ( الكرملين ) ، مقر الحكم السوفييتي ، و لم يكد يبلغ منزله المكون من ثلاثة طوابق ، حتى دلف إليه في سرعة ، و أغلق الباب خلفه في إحكام ، و راح يتلفت حوله في حذر و توتر ، قبل أن يندفع ليصعد في درجات السلم عدوا ، ربما ليدفع في أوصاله المتجمدة شيئا من الدفء ، قبل أن يدخل شقته ، و يتوقف لحظة ، ليلصق أذنه ببابها ، للتيقن من أن أحدا لم يتبعه ، حتى سمع صوت زوجته تهتف به ــ ( ميخائيل ) .. هل وصلت ؟.