الإنسان يتعرَّف إلى نفسه بتعرُّفه إلى الحياة، ومعرفةُ الأحياء هي من ذلك في الصميم. وفي هذا الكتاب نتعرَّف إلى الحيتان؛ الكائناتِ التي تسكن أعماق المحيط وليست أسماكًا، الأضخمِ على سطح الأرض ولا تدِبُّ على اليابسة. يُقدِّم لنا المؤلف بحثًا علميًّا معجميًّا قيِّمًا، يتضمَّن تاريخ الحيتان الطبيعي مع أسمائها الاصطلاحية باللاتينية واليونانية وما يقابلها بالعربية، ويأتي التعريب على أُسس لُغوية وعلمية سليمة، واضعًا القارئ بإزاء مرجعٍ عربيٍّ مهم في علم الحيتانيَّات. ولم يفُتِ المؤلفَ الإتيانُ على ذِكر الفقاريات وخصائصها، والثدييات وتطوُّرها، قبل أن يتوسَّع في دراسة الحيتان وتصنيفاتها، وطبائعها المشتملة على: الشكل واللون، والهجرات، والعمر والنماء، والغذاء، والتنفس … كما يناقش بكثيرٍ من الاعتناء قضيةَ أن الحيتان الكبرى في سبيلها للانقراض، وذلك بما تتعرَّض له من صيدٍ تجاريٍّ جائر يُهدِّد بقاءها.