يقودنا هذا الكتاب إلى الصياغات الأدبية الأولى التي قام بها إبراهيم الكوني ليكشف عن غوامض الصحراء الذي ظل منتظرا طويلا من يندب نفسه ليقرأ ألغازه ويفك طلاسمه ويفض أسرارهز كما لو أن آلاف السنين من عمر الإنسان في الصحراء وصراعه مع طبيتها القاسية وترحاله في أرجائها لم تكن كافية للكشف عن عالم الصحراء إلى أن جاء الكوني وكرّس أدبه ليدلنا على رموزها الخفية الباطنة خلف قناع عريها المكشوف والظاهر.
وإذا كانت الصحراء هي موطن القادة الروحيين الهظام في تاريخ البشرية، وميدان خبراتهم الوجودية وحقل تأملاتهم الروحية، فذلك لأن معاناتها والعيش فيها يتيحان “الخروج| على الحياة المألوفة والمعتقدات السائدة لعالم المدينة حيث التقاليد الراسخة والأنظمة الصارمة تقلل من فرص الخروج والتمرد وتضعف من تطلب الحرية.
الصحراء، وطن الرؤى السماوية ووطن الأنبياء تحضن عشاق الله والحرية وتحمل رسالاتهم بعيدا لغزو أرجاء المعمورة.