ترجع أهمية الكتاب -بالقياس إلى غيره من الكتب التي الفت في الحسبة- لعدة ميزات: منها أن مؤلفه أسبق المؤلفين في موضوع الحسبة من الناحية العلمية في الشرق الإسلامي، إذ عاش في القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي)، ولم يتناول ذلك الموضوع قبله إلا أفراد قلائل، مثل الماوردي المتوفي سنة 450هـ (1058م) في كتاب “الأحكام السلطانية”، والغزالي المتوفي سنة 505هـ (1111م) في كتابه “إحياء علوم الدين”، وكلاهما تغلب على كتابته الصفة الفقهية البحتة. ومنها أن هذا الكتاب صار فيما بعد أساساً لما كتبه ابن الأخوة وابن بسام وغيرهما في الحسبة.