نحن لا نحب المخالف لأننا لا نملك حجة المناقشة والرد الموضوعي الهادئ ولأننا أيضا نخاف الحقائق بعد أن اعتدنا أوضاعا مختلفة أصبحنا نظنها الصح الأبدي ولأننا اعتدنا تمرير الكذب إلى تاريخنا وصدقناه ولأننا نتحدث عن الهزيمة النكراء باعتبارها نكسة وعن الغزو العربي بحسبانه فتحا ولأننا نتأذى من وجود اسرائيل على تراب فلسطين ونتباكى في الوقت نفسه على الأندلس دون الشعور بأي خلل ولأننا اسقطنا أبسط مبادئ العقل ” قانون الهوية” ولأننا نقطع ذاكرتنا التاريخية وندافع عن الثقافة العربية الغازية متصورين أننا بذلك ندافع عن الوطن وأبدا لا نضع تلك الثقافة في مكانها الطبيعي بحسبانها قد أصبحت جزءا من ثقافتنا وليست هي كل ثقافتنا .