لهذا الحديث مناسبة أشار إليها الأخ الشيخ معجب (1) حفظه الله ونفع به، أن مقالة نشرت في مجلة تصدر في بلادناكما قال، تحمل عنوانًا بهذا السخف، أقرأه لكم: «استنكار البدعة وكراهة الجديد، موقف إسلامي أم جاهلي؟!» يريد أن يقول: إن استنكار البدعة موقف جاهلي! ينبغي ألا تستنكر البدعة، وأن تدع الناس يبتدعون مما شاءت لهم أهواؤهم، أو ما شئت لهم شياطينهم من الإنس، ومن الجن.
لهذا أحببنا أن نرد الأمور إلى أصولها، وأن تأتي البيوت من أبوابها، وأن نحدد المفاهيم، فإن تحديد المفاهيم في هذه القضايا أمر بالغ الخطورة، وترك هذه المفاهيم دون تحديد وتوضيح، تركها مادة هلامية رجراجة، يجعل لمن شاء أن يفسرها بما شاء، وهذا هو الخطر كل الخطر.
لذلك كان لابد أن نعرف معنى السنة، ومعنى البدعة، وما موقف الإسلام من البدعة؟ ولماذا استنكر الإسلام البدعة؟ وهل معنى استنكار البدعة هو استنكار الجديد أي جديد؟ حتى يتضح الموقف، وتتبين الحجة، وتزول الشبهة، ويهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة.