نظر عبد الحليم أفندي إلى الأرض أسفل شرفة شقته وشباكها، لكنه لم يجد جثة زوجته..! وحين وصل إلى شقة أهله في حي وسط البلد، لم يجد زوجته هناك أيضا.. لكن أهله انزعجوا جدا من حالة اختفائها، وأصر شقيقه الصغير على الخروج معه للبحث عنها أهلها، في حي أخر البلد.
لكن الزوجة المختفية لم تكن عند أهلها أيضا.. وقد انزعجت والدتها وانزعجت أختها وراحتا تتدبران الأمر مع عبد الحليم أفندي وشقيقه، فلم يجدوا تفسيرا.. وقرروا جميعا أن يعودوا إلى شقة عبد الحليم أفندي لمواصلة بحث هذا الأمر غير العادي هناك.
وجد عبد الحليم أفندي نور الصالة مضاء كما تركه حين غادر البيت، وكان الهدوء يسود الشقة… وحين دخلوا جميعا غرفة النوم، فوجئوا بزوجة عبد الحليم أفندي ممدة في السرير تحت الأغطية.. غارقة في النوم..! ونظرت الأخت إليه في ارتياب، كأنما تشك في أن يكون قد حدث لعقله شئ من الاضطراب…
بينما كان شقيقه الصغير يقف مندهشا من الأمر كله.
دلك عبد الحليم افندي عينيه ووجهه بكفيه، وهو يبسمل ويحوقل ويستعذ بالله من الشيطان… ثم انحنى على زوجته يحاول إيقاظها، فاستيقظت بعد جهد، وأخذت تلك عينيها كأنها كانت نائمة منذ أسبوع.. فأخذ يسألها:
كنتي فين يا صفية..؟
كنت فين ازاي.. ما أنا أهه؟
من قيمة ساعتين كده…؟
أنا ما تحركتش من ساعة مانمت…؟
يا صفية قولي كنتي فين؟.. أنا صحيت ودورت عليك في البيت..
ياراجل انت جرالك ايه، باقولك أنا ماتحركتش من ساعة ما نمت!
شعر عبد الحليم أفندي بأن رأسه يوشك على الانفجار، فأخذ يصرخ في زوجته مطالبا بالحقيقة..
واجتمع عليه شقيقه ووالدة زوجته وشقيقتها يحاولون تهدئته…
قالت الأم: هدي نفسك ياعبد الحليم يا ابني واخزي الشيطان.. يمكن كانت في أوضة من الأوض، وانت استعجلت ونزلت من غير ماتدور كويس..
وقال الشقيق: الصباح رباح ياعبد الحليم يا اخويا.. ناموا دلوقت وبلاش فضايح يسمعوها الجيران.. والصبح ابقى اسألها أو ابقى افتكر.. يمكن فعلا انت ما دورتش كويس..
واضطر عبد الحليم افندي أن يهدأ، وأن يخزي الشيطان.. لكنه كان في قرارة نفسه مقتنعا بأنه قد بحث جيدا عن زوجته قبل أن يغادر الشقة.. وأنها لم تكن موجودة بها.