يتناول الكتاب النازية انطلاقاً من مستوى تحليلي حضاري معرفي يتجاوز السردَ التاريخيَّ والمستوى السياسيَّ، كما يتجاوز منطقَ تراكم المعلومات والحقائق، ويستخدم منهج دراسة الظواهر التاريخية الحضارية من خلال النماذج التفسيرية. يبدأ الكتاب بتعريف الإبادة وبعض المصطلحات الأساسية المرتبطة بها، ثم يتناول ظاهرة الإبادة في سياقها الحضاري والألماني، وبعضَ الإشكاليات السياسية والفلسفية التي تثيرها إبادة يهود أوربا على يد النازي، مثل إشكالية انفصال العلم عن القيمة، وتوظيف الإبادة واحتكارها وإنكارها، وإشكالية الحل النهائي، وقضية عدد ضحايا الجريمة النازية، وملاحقة مجرمي الحرب النازيين. ويتناول كذلك المكانة التي تشغلها الإبادة النازية في الوجدان الفلسفي والأدبي الغربيين. ويثير الكتاب واحدةً من أهم القضايا الخِلاَفية وهي قضية التعاون بين أعضاء الجماعات اليهودية (وخصوصاً الصهاينة) مع النازيين.