كم أن الحياة عادلة ، نعم في نظره بالرغم من الجرح والحزن والأسى والظلم والخيانة التي تعرض لها إلا أن الحياة كانت عادلة معه ضحك بعمق ، ضحك ساخراً بكم الحزن القابع بقلبه ، ضحك على قدره القاسي الذي صفعه بكل وحشية هادماً كل حصونه التي عاش كل حياته يبني فيها ، لتأتي مراهقة ،
فتاة بريئة لا تعرف من الحياة شيئ وتدمر حصونه المنيعة مخلّفةً ورائها أنقاضاً غير قابلة للترميم تلك أماني تلك البراءة والحنان والطيبة ، أماني تلك القاسية المتوحشة والعديمة الرحمة ، أماني حبيبة القلب والروح . إتكأ إلى الحاجز الحديدي بالباخرة التي قرر الهرب عبرها من حياته ومأساته إلى البعيد ، لعله ينسى ما فعلته به البريئة ، ينسى ، لا ، بل يرجو فقط أن يهدأ بركانه الهائج يهدأ كي يستطيع الاستمرار بحياته كإنسان طبيعي كغيره من الرجال .