«وعاث الحمار في أرض القرية بنظارته فسادًا، فلم يترك أنثى على حالها، بل أحيانًا كان يناوش حتى الذكور من الحمير، وأشاعوا أن حسن أرسل حماره لكُتَّاب الشيخ حسنين، وأنه تعلَّم القراءة بسهولة تامة؛ إذ على رأي عم ناجي: أنا مركب له نضارة تقرأ لوحدها.»
هل يُمكن لحمار أن يرتدي نظارة؟! وإن كان ممكنًا، فكيف نعرف أنه يرى بواسطتها، وأنها تصلح أن تكون عينه التي يرى بها؟ افتتح يوسف إدريس مجموعته القصصية «العتب على النظر» بقصة حمار يريد صاحبه أن يصنع له نظارة ليرى، فيقوده عقله إلى حيلة تنتهي به إلى صُنع نظارة للحمار، وتكون مصدرًا للرزق أيضًا. وتحتوي المجموعة على قصص أخرى كقصة «أمُّه» حين يجد الولد في شجرة أمًّا له، تعوضه عن حنان واحتضان لم يجده من أمه التي أنجبته وتركته لتتزوج، وتحتوي المجموعة على قصص أخرى مثل «الرجل والنملة»، و«أبو الرجال»، و«الخروج»، و«الختان».