عندما ينظر المرء، اليوم، إلى خريطة الكوكب الذي نعيش فيه، ويتجاوز خطوط الحدود السياسية التي تمثل الدول –وهي تقترب من المائتين- ثم يبحث عن الأمم ذات الحضارات المتميزة، فإن الرقم، ولا شك، لن يبلغ عدد أصابع اليدين بحال من الأحوال!.. فإذا ما ذهب المرء ليعيد النظر في أمم هذه الحضارات ذات القسمات المتميزة، باحثاً عن تلك الأمم التي امتلكت حضارتها المتميزة هذه منذ زمن طويل ووقت موغل في التاريخ؟.. فإن العدد سيهبط كثيرا، مرة أخرى!.. فإذا ما أرجع البصر والبصيرة، كرة أخرى،
فتساءل: من هذه الأمم، ذات الحضارة المتميزة، والعمق التاريخي المتحضر، قد امتازت، حضارتها، تاريخيا، يتعدى الحدود الجغرافية لدول هذه الأمة وإمبراطوريتها؟.. فإن العدد سيهبط مرة ثالثة!!.. فإذا ما تساءل، مرة رابعة، وأخيرة: وأية أمة من بين هذه الأمم العريقة في التحضر، وصاحبة الحضارة المتميزة، وذات، العطاء العالمي تملك اليوم، وغدا، أن تعود إلى ساحة الحياة الإنسانية فتعطي عطاءها الحضاري الإنساني من جديد؟.. هبط العدد، واقترب من الحد الأدنى للأعداد!.. وأيضا.. فإننا لابد واجدون الأمة العربية واحدة من أمم هذا العدد القليل!..