جنس أدبي سردي ظهر في مستهل القرن العشرين، وكتبه العديد من عمالقة كتاب القصة القصيرة في أمريكا وأوروبا (أدغار ألن بو، أو هنري، أرنست همنغواي، ناتالي ساروت… وغيرهم)، وبمزامنة تاريخية من القاص العراقي (نوئيل رسام) الذي كتب قصته الأولى ونشرها في جريدة البلاد عام 1930 تحت مصطلح (قصة قصيرة جداً) بعد همنغواي الذي نشر قصة تحت نفس المصطلح عام 1925 .
هذه الريادة العراقية المثبتة تاريخيا،ً حاولت بعض الدراسات النقدية العربية سحب البساط من تحتها واعطائها عن قصد أو دون قصد إلى التجربة السورية واللبنانية والمصرية، حين أشارت إلى أن الريادة العربية لهذا الجنس كان في سبعينات القرن الماضي. وكتابي هذا توثيقي نقدي يسعى بالبّينات على إحقاق الريادة العراقية، وهو مقسم إلى مقدمة أقسام أربعة، يتحدث القسم الأول فيها عن بواكير القصة العربية القصيرة في كل البلدان العربية، والتي يتمخض في خلاصتها، عبر بحث مضنٍ ودقيق إلى الريادة العراقية التي يقرّها الناقد المغربي المعروف الدكتور جميل حمداوي حين يدّون عبر المواقع الإلكترونية كاتبا:ً (ويتبين لنا من كل هذا أن ولادة القصة القصيرة جداً، وذلك من حيث المقصدية بشروط الجنس تحبيكا وتخطيبا،ً كانت ولادة عراقية، وذلك على غرار ولادة قصيدة التفعيلة مع بدر شاكر السياب ونازك الملائكة)، ويختص القسم الثاني بالرائد العراقي نوئيل رسام، والريادة الرديفة التي أعقبته بعد سنين خمس ممثلة بالقاص العراقي الآخر عبدالمجيد لطفي، أما القسم الثالث من الكتاب فيخص الجيل المؤسس للريادة الفنية الممثل بالقاصين الستينيين الذين صالوا وجالوا حاملين على أنكابهم مسؤولية الترسيخ الفني لهذ الجنس والممثل ب ( أبراهيم أحمد، أحمد خلف، بثينة الناصري، حسب الله يحيى، خالد حبيب الراوي، عائد خصباك، وعبدالرحمن الربيعي) وفيه قدمت لكل قاص نبذة عن حياته وابداعه، وكتبت دراسات نقدية عن قصصهم التي نشروها آنذاك للفترة من عام 1965 ولغاية 1977 وأدرجتها بين دفتي الكتاب، والقسم الرابع والأخير خصصته لاستبيان عبر أسئلة وجهتها لهم، أجابوا فيها عن دورهم الريادي التأسيسي لهذا الجنس الأدبي.