لقد خاض العلماء والعقلاء قديماً وحديثاً في أمر القضاء والقدر فساروا في كل واد وتولجوا كل مضيق , وركبوا كل صعب ؛ كل ذلك من أجل الوصول إلى معرفته والوقوف على حقيقته ؛ فصنف فيه المصنفون الكتب وكل كاتب ممن ألف يطلب الوصول في كتابه إلى حقيقة العرفان , وكل قد اختار لنفسه قولاً لا يعتقد الصواب في سواه , ولا يرتضي إلا إياه – إلا من رحم ربي – ولقد جاء هذا الكتاب ليعرض هذا الموضوع الشائك بموضوعية كاملة دون تحيز لرأي , متأسياً في ذلك بمنهج أهل العلم ممن شهد له بالاستقامة والإمامة في الدين والعلم ؛ ولذلك فقد كثرت فيه النقول من أقوال أهل التقى والصلاح من السلف الصالح اتباعاً لسبيل المؤمنين , وأملاً في أن لا ينحرف المسار بالكتاب فنحيد عن منهجنا , ولقد كانت آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم هي النور الذي نهل منه الكتاب والعلم الذي دون فيه.